خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام
خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام دون الاستفادة منها وتسخير بركتها بالطاعات ذات الأجر المضاعف، فكثيراً من أوقات العام خصها الله بدرجة عالية ومقام محمود؛ مما يجب اغتنام فرص الطاعات بها كشهر رمضان وعشر ذي الحجة ونصف شعبان وأيام الجمعة وغيرها الكثير، لذلك يقدم موقع ويكي الخليج في التالي خطبة عن نهاية العام الهجري متكاملة يستوحى من فقراتها العظة والتوعية بضرورة احترام الأيام وعدم انقضاءها بلا فائدة.

مقدمة خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري

إن الحَمد لله نحْمده ونستهديه ونستغفره ونشكره، نعوذ به من شرور أنفسنا ومن أسوأ أعمالنا، لقد ارتبط تقويمنا كمسلمين منذ فجر الإسلام بهجرة سيّد الخلق من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لما يزيد عن الـ 14 قرن، ومع كل عام ينقضي تتناقص أيام العمر وتتلاشى ونحن في غفلة منه وعلى علمٍ أنما الإنسان قد خُلق بقدرة الله القدير ليعمّر الأرض بالطاعات، لكن حب الدنيا والانجرار خلف الشهوات يحرف الإنسان عن هذه الغايات، لذلك لا بد من الحصول على التوعية والمشاركة بما يربي الفهم لحقيقة الدين، كحضور حلقات العلم والدروس الدينية وخطب الجمعة والحفاظ على الجماعات، لاستدراك ما فات مع ما انقضى بالأيام الخوالي.

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام

بالتزامن مع خواتم العام الهجري يستعد أئمة المساجد في كافة بلاد المسلمين لاستقبال حدث العام الجديد بالخطب مما تم إثراؤه بالوعظ والأمر بما أمر الله ورسوله، لإلغاء الفكر المغلوط لدى البعض عن مفهوم العام الهجري وسبل استقباله ووداعه، والعبر التي تم استخلاصها من انقضاء أيامه بدون اغتنام فرص كسب الحسنات.

شاهد أيضًا: خطبة جمعة مكتوبة عن نهاية العام الهجري واستقبال العام الجديد

الخطبة الاولى عن نهاية العام الهجري

الحمد لله عدد ما أنعم وعدد ما أكرم ومداداً لما رحم، الحمد والشكر لله في السراء والضراء وفي السر والعلن، الحمد لله عدد حبات المطر وعدد أوراق الشجر، الحمد لله ما دامت الروح في الجسد والحمد لله وإن فارقته إلى الأبد، وأشهد لله تعالى بالوحدانية وأبوء له بالعبودية، وأشهد أن محمداً عبداً لله ورسوله لبني البشر، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ناصحاً الأمة وكاشفاً الغمة، أما بعد:

يا أيها الناس إن الله تعالى خلقكم في الدنيا لتعمّروا بلاده بالطاعات، وأمركم بالإسلام الذي جعله ديناً ناسخاً لما قبله من الديانات، فيقول عز وجل في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[1]، الإسلام هو الدين الحق وهو ما سوف نحاسب به وعليه يمم الحساب، آخر الرسالات السماوية بيد سيد الخلق ونور الهدى صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نحرص على هذا الدين فنغنم الوقت ونراقب به أنفسنا وأعمالنا التي سنحاسب عليها بين يدي الله، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}[2].

يا معاشر المؤمنين: ها نحن اليوم على أعتاب العام الهجري الجديد، نودع العام المنصرم الذي تلاشت أيامه فذهبت شمسه وغرب قمره، أذن لنفسه راحلاً ليشهد بما عملنا فيه إما لنا أو علينا، السعيد من أودع به ما يسعده من الطاعات وأكثر الخيرات بحثاً عن العلو بالمقام والدرجات، مرت شهور هذا العام وأيامه وأسابيعه كلمح البصر، وفي مرورها من العظات الكثير لمن أراد أن يحتسبه الله بين عباده الشاكرين، فاتقوا الله في عملكم الذي تودعون يا أولي الألباب، وتبصروا وكونوا على درايةٍ بالواجب من العمل وتصحيح المسار قبل فوات الأوان؛ فالعمر لحظة قاب قوسين أو أدنى من النهاية، اجعلوا يقينكم أن الدنيا دار مرور وليست استقرار، واعتبروا من قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ}[3].

إخوتي في الإيمان: هي الجمعة الأخيرة بهذا العام الهجري، الذي نهنّئ من استقام بأيامه وثبت على الطاعات، وندعو الله أن يغفر لمن أساء به وارتكب الموبقات، عليكم أن تسألوا أنفسكم: كيف قضيتموه؟ تصفحوا كتيبات أعمالكم فإن كانت مما يحمد ويشكر فداوموا عليه، وإلا فتوبوا إلى الله واستغفروه، فالحري بالمؤمن أن يحاسب نفسه ويحاسب مجتمعه نابذاً ما يجلب سخط الله ويداوم على ما يرضيه، علينا أن نتفكر فيما ضاع العمر والجسد كيف أبلي هل في طاعة الله، أم فيما يوبق ويغرق في نار جهنم، يقول رسول الله في سنته الشريفة: “أنه لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه”.[4]

عباد الله: اجعلوا ايام السنة خزائن مؤونة لكم لا تفتح إلا بيوم الحساب، حيث تروت فيه ما أودعتم بها وهو اليوم الذي لا يعلمه سوا الله الذي بيده الآجال، يقول أبو بكر الصديق بإحدى خطبه: “إنكم تغدون وتروحون إلى أجل قد غيِّب عنكم عِلمه، فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا”[5]، كما خطب الفاروق ابن الخطاب بالناس قائلاً: “حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا ، وزِنوا أنفسَكم قبل أن تُوزنوا ، فإنَّه أخفُّ عليكم في الحسابِ غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ وتزيَّنوا للعَرضِ الأكبرِ ، كذا الأكبرِ { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }”.[6]

بارك الله لجميع من يحضر وأدعوكم إلى الاستغفار فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

الخطبة الثانية عن نهاية العام الهجري

الحَمد لله ربّ العالمين الذي أنعم علينا بالهداية إلى الإسلام، وسخَّر لنا في الدنيا نعمه التي لا قبل لنا في عدّها ولا قدرة لنا على ردها ظاهرها وباطنها، أما بعد:

جماعة المسلمين: عليكم بالاتعاظ مما سلف في سابق الأيام فتدخلوا العام الجديد طائعين عابدين، مطبقين لشرائع الله ومنتهين عن نواهيه، توبوا إلى الله فباب التوبة مفتوح في كل سعةٍ وفي كل دقيقة، يستجيب الله دعاء الداعين ويقبل توبتهم متى نبعت من القلب، وأخص الدعاء وأفضله في الثلث الأخير من الليل، خير الأوقات لمناجاة الله عملاً بالحديث القدسي التالي: “إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له حتى يَطْلُعَ الفجرَ”[7]، فالله تعالى يحب من عباده التوابين الأوابين استناداً لقوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[8].

أسأل الله أن ينفعنا وينفعكم مما علمنا ومما سردنا بين أيديكم، إنّي داعٍ فأمنوا:

اللهم احفظ في قلوبنا ديننا وعلمنا من لدنك الهدى، اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان والتوحيد، وأعنا على الثبات ما حيينا، اللهم احفظنا بحفظك وقونا بك، اللهم ……… إلخ الدعاء

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري pdf

لمن يرغب بتحميل خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري كملف pdf فذلك متاح مباشرةً “من هنا“، بحيث تم تضمين الملف العبر والعظات من انقضاء الأيام وضرورة إعمارها بالطاعات ما دام العبد قادراً عليها.

خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري doc

في حال الرغبة بالحصول على ملف خطبة جمعة وورد مكتوب وجاهز للطباعة فيمكن تنزيله مباشرةً “من هنا“، للاستفادة منه لاحقاً مما يتضمنه من أفكار الخطبة أو كخطبة كاملة مليئة بالوعظ والهداية إلى دبن الله الحق.

خطب مقترحة

قد تهتم بالاطلاع على الخطب التالية:

ختاماً؛ يكون قد أتيح خطبة قصيرة عن نهاية العام الهجري والعبرة من انقضاء الأيام، مع توفير ملفات متعددة الصياغات وروابط تنزيل مباشرة لهذه الخطبة تتضمن الوعظ والأوامر الإلهية بصدد نهاية العام مع الأدلة الشرعية.

المراجع

[1]سورة آل عمرانالآية 102
[2]سورة الأحزابالآية 70
[3]سورة النورالآية 44
[4] مجموع فتاوى ابن بازابن باز ، - ، 30/301 ، صحيح
[5]تفسير القرآن العظيمابن كثير ، نعيم بن نمحة ، 8/103 ، إسناده جيد
[6]مسند الفاروقمسند الفاروق ، ابن كثير ، ثابت بن الحجاج ، 2/618 ، مشهور وفيه انقطاع
[7]تخريج كتاب السنةالألباني ، أبوهريرة ، 498 ، إسناده صحيح على شرط الشيخين
[8]سورة البقرةالآية 222

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *