هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لغير الحاج أم لا وفق ما أجمع عليه أهل العلم والفقه في مذاهب المسلمين الأربعة، فمع اقتراب موسم الحج ودخول العشر الأوائل من ذي الحجّة يسارع المسلمين في الاستفسار عما يخص الحج والأضاحي من أحكام، لذا يهتم ويكي الخليج بالإجابة عن سؤال هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالقادم من سطور مقال اليوم، الذي تضمن حكم الفعل وحكم من أتاه.

هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لغير الحاج أم لا

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاج وغير الحاج ممن نوى أن يضحي أو يهذي على اختلاف التسمية عن أخذ الشعر بقوله وهو خير من قال: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”^[1]، وفي روايةٍ أخرى لأم المؤمنين أم سلمة عما قال رسول الحق بهذا الصدد: “إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ، فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا”^[2]، والنهي يشمل جميع شعر البدن بالإضافة للأظافر، ويبدأ المنع على من نوى الأضحية من دخول الشهر إلى التحلل، علماً أنه شامل كافة وسائل وصور الإزالة.

شاهد أيضًا: متى يمتنع المضحى عن قص شعره وأظافره قبل الأضحية

حكم حلق الشعر لمن نوى الأضحية

هناك اختلافاً فقهياً حول حكم حلق الشعر لمن نوى الأضحية في يوم العيد وأيام التشريق، سواءً كان حاجاً أو غير حاج، وعلى اختلاف تسمية أضحيته، إذ تتوزّع الراء الفقهية بين الأئمة الأربعة على النحو الآتي:^[3]

• الإمام أحمد بن حنبل: قال في منع حلق الشعر شيء من الوجوب، أي أخذ الحكم درجة التحريم، كون ظاهر الأدلة الرعية سالفة الذكر فيه تشبيه بالتحريم، وهو ما أيده به إسحاق بن راهويه.
• الإمام الشافعي: قال في منع حلق الشعر كراهة وهي شيء من الحمل على الاستحباب دون الإيجاب، وهو من سنّة سيد الخلق،  فمن سنّة الهادي الامتناع بالعشر الأوائل من ذي الحجّة، وقد أيده بذلك سعيد بن المسيب.
• مذهب الحنفية والمالكية: فقد اتفقا على كون أخذ الشعر لم يبلغ درجة السنّة فلا كراهة على المضحي لأنه محل، ولا يُكره قياساً على غير المضحي، استناداً إلى عدم حرمة التطيّب أو اللباس.

شاهد أيضًا: هل يجب حلق شعر الإبط والعانة قبل العمرة

هل يجوز حلق الشعر لابن المضحي

نعم يجوز ذلك، فبصدد الإجابة عن استفسار امتداد المنع المفروض على من نوى أن يضحي على أهل بيته فلا صحّة لذلك، لأن النص الوارد في السنّة جاء واضحاً وصريحاً على اقتصار المنع فقط على من يضحي لأنها أضحيته، وعليه فالتحريم خاص برب المنزل لا بأهل بيته بحسب ما أمده النبي، فقال نور الهدى “لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم وأبشاركم شيئاً” والكلام موجه لأشخاص بعينهم ولو كان غير ذلك لنهى النبي بصياغة الجمع لأهل البيت..^[4]

بهذا، يكون قد أجيب بوضوح عن استفسار  هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لغير الحاج أم لا في ختام مقال اليوم، الذي وضّح بفقراته الحكم الشرعي بهذا الصدد وامتداده ونطاقه.