ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر

ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر
ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر

ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر؟، فقد شرع الله تعالى زكاة الفطر على عباده المسلمين في شهر رمضان، فالدين الإسلامي هو دين الرحمة والأخوة والهداية، ويدعو إلى الرحمة بين المسلمين، ويهتم موقع ويكي الخليج عبر هذا المقال ببيان الحكمة من تشريع هذه العبادة والشروط التي توجب الزكاة على المسلمين كبيرهم وصغيرهم.

ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر

شرع الله تعالى الزكاة وكانت من محاسن الدين الإسلامي الحنيف، لما له من شأن بغرس بذور المودة وتوطيد أواصر الرحمة وتحقيق المساواة بين المسلمين أجمعين، وقد شُرعت الزكاة لما يترتب على إعطائها لمستحقيها من المصالح العظيمة والعواقب الحميدة، ومن الحكمة في مشروعيتها أيضًا:[1]

  • أنّها دليل على سلامة إيمان المسلم المزكي، وعلامة على تصديقه بأحكام المولى عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها”.[2]
  • أنّ الزكاة تزكي صاحبها، وتطهره من الأخلاق غير الفاضلة كالمذموم من الشح والبخل، قال تعالى في سورة التوبة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.[3]
  • أنّ تأديتها يحقق الهداية وطيبة النفس، فقد قال تعالى في سورة محمد: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}.[4]
  • أن الصدقة من أعظم أسباب قضاء حوائج المسلمين وتنفيس كربهم، وهي سبيل للتيسير في الدنيا والآخرة، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ”.[5]
  • أنّ الصدقة تنشر المودة بين عامة المسلمين، قال تعالى في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.[6]

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده

مشروعية زكاة الفطر من الكتاب والسنة

إنّ لمشروعية الزكاة حكم عظيمة منها أنها تكون طهرة للصائم من اللغو والرفث، وأنها تكون طعامًا للمساكين، فقد ورد في صحيح أبي داود: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[7] وفيها يحصل ثواب المسلم ويتحقق الفلاح، قال تعالى في سورة الأعلى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ}.[8]

اقرأ أيضًا: هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية

شروط وجوب زكاة الفطر

إنّ الشرط الوحيد في وجوب زكاة الفطر أن يكون لدى المسلم فضل من المال يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، لذا فإنّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يمتلك قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته وقد بيّن ذلك موقع إسلام ويب بإحدى فتواه:[9]

فإن صدقة الفطر تجب على كل مسلم لديه فضل من المال يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، وعن مسكن وخادم إن كان بحاجة إليه . وعلى من توفرت فيه هذه الشروط أن يخرج الزكاة عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم كوالديه وأبنائه وزوجته ، لما ثبت في الصحيح “عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. رواه البخاري . ومقدار الصاع كيلوان ونصف تقريبا.

مقدار زكاة الفطر

إنّ ما ثبت في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج زكاة الفطر صاعاً من التمر أو صاعًا من الشعير، وقد أمر المسلمين بفعل ذلك، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: “كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”،[10] وقد قدرها الإمام ابن باز بالكيلو ثلاثة كيلو جرام تقريبًا، فيما قدرها الشيخ ابن عثيمين بألفي ومئة جرام، ويرجع الاختلاف إلى تفاوت أوزان الأنواع بالكم المذكور في الحديث، والله ورسوله أعلم.[11]

مقالات متعلقة

بذلك نصل لختام هذا المقال ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر والذي بين الحكمة من مشروعية الزكاة في ضوء الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما بين المقال شروط وجوب الزكاة ومقدارها.

اقرأ أيضًا:

الأسئلة الشائعة

لماذا شرع الله زكاة الفطر؟

لماذا شرع الله زكاة الفطر؟
لأنها طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين.

هل زكاة الفطر مذكورة في الفرآن؟

هل زكاة الفطر مذكورة في الفرآن؟
لم تذكر بالنص الصريح، ولكن قال تعالى في سورة الأعلى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ}.

هل زكاة الفطر واجبه على كل مسلم؟

هل زكاة الفطر واجبه على كل مسلم؟
تجب زكاة الفطر على جميع المسلمين اللذين امتلكوا قوت يومهم وقوت عيالهم في ليلة العيد ويومه.

المراجع

[2]صحيح مسلممسلم، أبو مالك الأشعري، 223، صحيح
[3]سورة التوبةالآية 103
[4]سورة محمدالآية 17
[5]صحيح مسلممسلم، أبو هريرة، 2699، صحيح
[6]سورة التوبةالآية 71
[7]صحيح أبي داودالألباني، عبد الله بن عباس، 1609، حسن
[8]سورة الأعلىالآية 14-15
[10]صحيح البخاريالبخاري، أبو سعيد الخدري، 1508، صحيح

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *