ما هو التعليم المدمج في السعودية

ما هو التعليم المدمج في السعودية

ما هو التعليم المدمج في السعودية
التعليم المدمج في السعودية

ما هو التعليم المدمج في السعودية والذي عمدّت وزارة التعليّم إلى تطبيقه في مسارات الثانويّة والجَامعات وكافة المدارس الحكوميّة والأهليّة منذ ما يقارب العاميّن، والذي يستهدف بصفة أساسيّة توفير مسارات وفرص تعليمية مرنة للطلاب في المسار العام مع تحسيّن تكافؤ فرص الوصول إلى التعليّم في المسارات المتخصصة، بالإضافة إلى دعم الطلاب لاكتساب المهارات المؤهلة للاستعداد والتنافس في سوق العمل، ويوضّح موقع ويكي الخليج في السطور القادمة مفهوم التعليّم المُدمج في المَدارس والجَامعات وأبرز نماذجه ومزاياه.

التعليم المدمج في السعودية

يُمكن الإشارة إلى مفهوم التعليّم المُدمج إلى أنه أحد الطرق التعليمية التي اعتمدتها المملكة العربية السعوديّة في السنوات الأخيرة، والتي تقوم على دمج أساليب التعلم التقليديّ مع أساليب التعلم الإلكترونيّ ليصبحوا وحدةً واحدةً، وذلك من خلال توظيف أدوات التعلم الإلكترونيّ المُعتمدة بصفة أساسيّة على الحاسوب والصفوف الذكيّة التي يُمكن حضورها بمعامل الحاسوب، أو على شبكة الإنترنت مع المحاضرات التقليدية، ما يتيح تحسيّن جودة العملية التعليمية وتحقيق أهدافها المرجوّة بأكبر قدر ممكن.

اقرأ أيضًا: نسب قبول الجامعات في السعودية

نظام التعليم المدمج في المدارس

اعتمدت وزارة التعليّم السعوديّة تطبيق المرحلة الأولى من نظَام التعليّم المُدمج في المدارس في مسارات الثانويّة منذ بداية العام الدراسيّ 1444 هجرياً، والذي يستهدف طلبة المسار العام ممن لا يتوافر لهم مقاعد دراسيّة شاغرة في المسارات التخصصيّة بالمدارس المُلتحقيّن بها، حيثُ يسمح لهم البرنامج بالجمع ما بيّن دراسة مواد المسار العام حضورياً في المدارس، وكذلك دراسة مواد المسار التخصصيّ غير المشتركة ذاتياً في المنزل من خلال المقررات الإلكترونيّة، وتتضمن المسارات التخصصيّة في برنامج التعليّم المُدمج كلاً من (مسار علوم الحاسب والهندسة ـ مسار الصحة والحياة ـ مسار إدارة الأعمال ـ المسار الشرعيّ).[1]

نظام التعليم المدمج في الجامعات

نظراً لحيازة التكنولوجيا على مكانة متقدمة للغاية في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، فقد أصبحت أهم الأساليب القائمة في تحقيق أهداف العمليّة التعليميّة، حيثُ تسهم بقدر كبير في زيادة جودة المخرجات التعليّمية وإكساب الطلاب والمتدربيّن المهارات والمعارف الجديدة المطلوبة في سوق العمل؛ مما يسهم في زيادة فرص التعلم لعدد أكبر من الطلاب بعيداً عن الحدود الزمانيّة والمكانيّة، ويقوم التعليّم المُدمج في الجامعات على المزج ما بيّن التعليم المباشر (وجهاً لوجه) والتعليم الإلكترونيّ “عن بُعد” مما يساعد في منح الطلاب توازناً تعليمياً مثالياً بين الأنشطة التعليمية المباشرة والأنشطة الإلكترونيّة للجمّع بين مزايا كل منهما وتزويد الطلاب تجربة تعليمية متكاملة تسهم في زيادة كفاءة وجودة الخريجيّن فيما بعد.

اقرأ أيضًا: كم النسبة الموزونة لدخول الطب في السعودية

نماذج التعليم المدمج في مؤسسات التعليم العالي

هناك العديد من النماذج التي يُمكن من خلالها تحقيق أهداف عمليّة التعليّم المُدمج في الجامعات، والتي تُطبقها فعلياً العديد من الجامعات السعوديّة، ومن بينها الجامعة السعوديّة الإلكترونيّة، والتي جاءت على النحو الآتي: [2]

نموذج التعليم المباشر (وجهاً – لوجه)

يُعد نموذج التعليّم المباشر هو الأقرب مفهوماً إلى نموذج التعليّم التقليديّ، والذي يقوم على أن مبدأ التعليم المباشر هو الأسلوب الأساسيّ في التعلم، حيثُ يتم تقديم القدّر الأكبر من المقررات الدراسيّة للطلاب خلال المحاضرات المباشرة وجهاً لوجه، فيما تُستخدم الأدوات الإلكترونيّة داخل القاعة الدراسيّة أو عن بُعد عند الحاجة لذلك، وذلك لدعم ومساعدة الطلاب على إتمام مهام تعليميّة تدريبية محددة.

نموذج التعلم الافتراضي المكثف

يُعد نموذج التعلم الافتراضيّ المُكثف انعكاساً لنموذج التعليم المباشر (وجهاً ـ لوجه) المُدعم بالأدوات التكنولوجيّة، فإن التعلم الافتراضيّ يُعد أساس قيام هذا النموذج، حيثُ تحدث جميع الأنشطة التعليمية في بيئة إلكترونيّة متضمنةً التعلم بمساعدة الزملاء وأداء الأنشطة العملية والقراءة والتعليّم بتوجيهات المُعلم عن بُعد، وكون التواصل والنقاش مع المعلم في هذا النموذج عبر القنوات الإلكترونيّة، مع الإشارة إلى أنه لا يتم إلغاء الفصول التقليدية في هذا النظام، بل تُستخدم المحاضرات المباشرة الإضافيّة داخل الحرم الجامعيّ بهدف تقديم الدعم الإضافيّ للطلاب مثل إقامة ورشات عمل تفاعليّة.

النموذج المرن

خلال نموذج التعلم المرّن تكون العمليّة التعليمية موجة ذاتياً من الطلاب في بيئة إلكترونيّة، والتي يتم خلالها تقديّم الأنشطة التعليمية إليهم، ويمتلك الطلاب في هذا النموذج قدر مرتفع من التحكم في العمليّة التعليمية، حيثُ يُمكن لكل طالب التعلم وفقاً لوتيّرة خاصة يُحددها بنفسه لنفسه، مع تقديّم المعلم للدعم والإرشاد داخل الحرم الجامعيّ مثل الدروس الفرديّة أو المجموعات الدراسيّة المصغرة، وذلك في إطار يتسم بالمرونة، ويُلبي احتياجات الطلاب خلال تقدمهم في المحتوى والمنهج التعليميّ.

النموذج الانتقائي

يتيح نموذج التعلم الانتقائي للطلاب إمكانية التسجيل في المقررات التعليمية المُقدمة إلكترونياً عبر شبكة الإنترنت، مع التسجيّل أيضًا في المقررات التقليديّة المُقدمة داخل الحرم الجامعيّ، وهو الأمر الذي يمنح الطالب قدر أكبر من المرونة في تصميم الجدول الدراسيّ الخاص به، ويُعد هذا النموذج خيار مناسب حينما لا يُمكن للجامعة تقديّم فرص تعليمية محددة أو دراسة المواد الاختياريّة.

النموذج المتناوب

يُعطي النموذج المُتناوب الطلاب إمكانية للتسجيّل في المقررات التعليمية المُقدمة عبر شبكة الإنترنت، وكذلك التسجيّل في المقررات التقليديّة المُقدمة داخل الحرم الجامعيّ، مما يجعله ضماناً لوجود جدول يُلزم الطلاب التناوب على أساليب التعليم المختلفة بصفة منتظمة، وقد يتضمن ذلك تناول الطلاب بين نموذج التعليم المباشر (وجهاً ـ لوجه)، والتعلم عبر الإنترنت، وتكون السمة المشتركة بين هذه الأنماط هي الجدولة المنتظمة للعملية التعليمية، والتي يُستخدم بها عناصر التعلم الإلكترونيّ عبر الإنترنت والتعليم المباشر على نحو مُتسلسل، وذلك ما يسهم في تعزيز بعضهما البعض أو توسيع أفاق كلاهما أو أحدهما، ويتضّمن هذا النموذج عدة نماذج فرعيّة هي التالية:

نموذج البداية والنهاية نموذج week on/ week off
نموذج البداية الوسط النهاية نموذج Inside-Out Blended Learning
نموذج الصف المعكوس نموذج Outside-In Blended Learning

اقرأ أيضًا: ترتيب الجامعات السعودية من حيث قوة الشهادة

مزايا وفوائد التعليم المدمج

على مدار سنوات قليلة من تطبيق نظام التعليّم المُدمج في المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعوديّة، فقد أُثبت أن له العديد من المزايا والفوائد، والتي يُمكن سردّها في النقاط التالية:

  • إثراء التجربة التعليمية للطلاب وكذلك مُخرجات العملية التعليميّة.
  • تحقيق تطلعات الطلاب في تحقيق الاستفادة المُثلى من التكنولوجيا، مع تنمية العديد من المهارات الجديدة لديهم، والتي تؤهلهم للانضمام إلى سوق العمل في البيئة العالميّة.
  • تلبية الاحتياجات الشخصيّة للأفراد، بما يتوافق مع جدول أعمالهم وأساليب تعليمهم.
  • التحفيز على تطوير مهارات التعليم الذاتيّ.
  • تنميّة مستوى المعرفة والمهارات التدريسية لدى أعضاء هيئة التدريس، مما يسهم في تطوير وتقدّم العملية التعليمية.
  • تقويّة الأواصر بين الصفوف الدراسيّة والعالم الواقعيّ من حولنا.
  • تعزيز عوامل المرونة والملائمة في سبل الوصول إلى الأنشطة والمصادر الخاصة بالمقررات الدراسيّة، خاصةً للأشخاص الذين يواجهون بعض الصعوبات المتعلقة بالعائلة أو العمل أو البُعد الجغرافيّ عن مكان التعلم.
  • المساعدة على تقليل تكاليف إيصال التعليّم إلى الطلاب، وتحقيق الاستفادة المُثلى من المصادر التعليمية الماديّة أو الافتراضيّة.
  • زيادة مستوى المُنافسة في سوق العمل، وذلك نظراً للابتكار القائد في تنفيذ البرامج التعليمية؛ مما يؤديّ لزيادة جودة خريجيها ومهاراتهم التسويقية.

وختاماً، فإن معرفة ما هو التعليم المدمج في السعودية ومزاياه وآليات تطبيقه في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها يُتيح تحقيق الاستفادة المُثلى منه، مما يُثريّ سوق العمل المحليّ والدوليّ بالعديد من الكفاءات البشريّة فائقة الخبرة والمهارة.

الأسئلة الشائعة

هل التعليم المدمج معترف به في السعودية؟
نعم، تُعد الشهادة التعليمية التي يحصل عليها خريجي الجامعات الذين اتبعوا نظام التعليم المدمج شهادة تعليمية معترف بها محلياً وعالمياً وتعامل معاملة الشهادة الجامعية المعتادة عند التقدم للحصول على منح دراسية او وظائف في أية جهة حكومية أو خاصة.
كم عدد سنوات التعليم المدمج؟
عدد سنوات الدراسة في نظام التعليم المدمج هي نفسها عدد سنوات الدراسة العادية وهي أربعة سنوات متصلة أو منفصلة في المملكة العربية السعوديّة لشهادة البكالوريوس، أو عام أو عاميّن للحصول على شهادة الدبلومة المهنية العليا.
هل التعليم المدمج مفيد؟
نعم بالطبع، فنظام التعليم المدمج هو الأكثر فاعلية وكفاءة في تسحين جودة العملية التعليمية ومخرجاتها، كما يسهم في زيادة التواصل الإيجابي بين الطلاب والمعلمين، ويجعل العملية التعليمية أكثر مرونة وسهولة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *