أقوال العلماء في صيام عاشوراء هل هو من الفرائض أو السنن؟ وهل يأثم تارك صيام عاشوراء أم أن تركه من الأمور المكروهة؟، إذ يبحث المسلمون في بداية كل عام هجري عن الفتاوى الشرعية بصدد صيام العاشر من محرم؛ خاصةً في ظل الاختلاف الفقهي في كثير من تفاصيل وأحكام هذا اليوم، ولهذا يقدم موقع ويكي الخليج في التالي أهم الآراء الفقهية لدى علماء المسلمين، وما هو رأي أئمة المذاهب الأربعة في حكم صيام هذا اليوم.

أقوال العلماء في صيام عاشوراء

إنّ صيام عاشوراء وفضل هذه الطاعة مسألة فقهية عظيمة الشأن لدى علماء المسلمين، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، والتي يستعرض فيما يلي الرأي الراجح لعلماء المسلمين بصدد صيام عاشوراء من خلال استقراء الرأي الفقهي لجمهور العلماء المعاصرين والقدامى وأئمة المذاهب الأربعة:

اقرأ أيضًا: فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء إسلام ويب

حكم صيام عاشوراء ابن باز

أكد الإمام ابن باز أنه ثبت صيام رسول الحق ﷺ ليوم عاشوراء، وأنه اجتهد في ترغيب الناس على هذه الطاعة؛ استناداً إلى كونه اليوم الذي كُتبت فيه النجاة لنبي الله موسى -عليه السلام- ولمناصريه من قومه، مقابل هلاك فرعون وقومه، لذا ومن باب أولى يستحب صيامه من كل مسلم ومسلمة شكر لله على هذه المنة، علماً أن عاشوراء يصادف العاشر من المحرم في كل عام؛ لكن الرسول أمر بمخالفة اليهود بصيامه، فيصام يومين أو أكثر، وإذا صام العبد تاسوعاء وعاشوراء واليوم الحادي عشر من محرم لا بأس يذلك.^[1]

اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم عاشوراء فقط مع الدليل

حكم صيام عاشوراء ابن عثيمين

أكد الشيخ صالح ابن عثيمين أن صيام عاشوراء سنًة مؤكدة عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو ما يجمع عليه غالبية أهل العلم، لكن الخلاف في حكم صيامه منفرداً، مفتياً بكراهة ذلك استناداً لنهي الرسول الذي أمر بمخالفة اليهود بصيامه، فقال إن صيام يوم عاشوراء منفرداً جائز ويثاب فاعله، لقول النبي: “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، لكن جعل بعض أهل العلم في إفراده كراهةً؛ لأن قول الرسول فيه جاء واضحاً عندما قال: “خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده” كما قال أيضًا:” لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع، كما أفتى بجواز صيامه لمن عليه قضاء من رمضان، لكن الأولى إيلاء الواجب.^[2]

اقرأ أيضًا: هل يصح صيام يوم عاشوراء وحده

حكم صيام عاشوراء هيئة كبار العلماء

يفتي أهل العلم في هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية بصحة صيام 10 محرم عملاً بسنّة النبي، وقد أكّد الأستاذ الدكتور سعد الخثلان رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقْهية في المملكة للإفتاء أن العاشر من المحرم هذا العام يصادف الـ 28 من يوليو الجاري 2023، منوهاً أن الرسول فضل التمييز عن اليهود بصيام يوم قبله او يوم بعده، فيصام إما يومي الخميس والجمعة، أو يومي الجمعة والسبت، منوهاً أن أجر هذا اليوم عظيم، ويكفر ذنوب سنة قبله.^[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء وانا علي قضاء من رمضان

حكم صيام عاشوراء المذاهب الأربعة

هناك إجماع تام على لدى جمهور العلماء على استحباب صيام عاشوراء “10 من المحرم”، ومنهم أئمة المذاهب الأربعة، استناداً إلى الوارد بما رواه الصحابي عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- عن سنة الهادي فقال:”حين صام النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه قالوا يا رسول اللهِ إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم”، أما عن صيامه بلا إفراد، ففي الأمر تفصيل: (صيام تاسوعاء وعاشوراء متفق عليه بين الفقهاء، أما صيام عاشوراء والحادي عشر فهو مذهب الشافعية وبعض المالكية، في حين أفتى الحنفية بأنه لا كراهة في الإفراد.^[4]

إلى هنا يكون الختام لمقال اليوم الذي قدمت به نبذة عامة عن أقوال العلماء في صيام عاشوراء، من خلال استقراء النقاط المتفق عليها والمختلف فيها بها الصدد.